الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » ما تصلح الدنيا ولا ناسها

عدد الابيات : 43

طباعة

ما تصلح الدنيا ولا ناسها

ما لم يل الأقوام أجناسها

ولا ترقى أمة لم يكن

محرراً بالعدل قسطاسها

فالظلم باب الظلمات التي

يقضي على العالم أغلاسها

وشر ما الأنفس تعيا به

أن يحكم الأمة أشراسها

يا رحمة اللَه على أمة

أوشك أن يودي بها يأسها

تجاوز الترك على حقها

والترك قومٌ ضاع إحساسها

هيهات أن تبقى وقد زلزلت

بمعول الأحزاب آساسها

وانقلب القوم على بعضهم

والغِل في الأحشاء يجتاسها

بمثل ذا باد بنو وائل

كليبها طاح وجساسها

ما غضب اللَه على أمة

إلا وأضحى بينها بأسها

هبّوا بني العرب إلى م الكرى

وقد دها الآمال دهاسها

طلبتم الإصلاح من عصبة

توتر بالإفساد أقواسها

هم عصبة اللادين ويل أمها

حيّات وادٍ لم يُدسّ رأسها

باسم اتحاد وترقٍّ لقد

غرّتكم والخدع أغراسها

هيهات منها مبتغاكم ولو

شُدّت على الأعناق أمراسها

فكم تقيمون على ذلة

وروضة الصبر ذو آسها

ألستم نسل القروم الأُلى

تنتعل الهامات أفراسها

الملبسي الأعداء يوم الوغى

رعباً به تصطك أضراسها

والتاركي الأملاك من خوفها

تضرب للأسداس أخماسها

فجرّدوا العزم الذي طالما

شقّ صدوراً طال وسواسها

وجدّدوا مجد بني يعرب

فالعار أن يُطفأ مقباسها

وأرجعوا الترك إلى أصلها

يرنّ في الحمام جنطاسها

إن المماليك إذا مُلكت

طفّ بأنواع الجفا طاسها

كنّا نرى طاعتها عصر ما

كانت تُلي الأحكام أقداسها

فقاست اليوم على ما مضى

عمري لقد أخطأ مقياسها

رحماك ربي ما الذي ضرها

لو ساير الإنصاف سواسها

تحسب أن العرب أعداؤها

وهم مدى الأيام حراسها

عونٌ على السلم وإن حاربت

فهم مواضيها وأتراسها

تزعم حب الدين لكن كما

يُروّج السلعة دلّاسها

لو تألف القرآن ما حاربت

لسانه حتى التوى فاسها

ضيّعت الحزم وهل دولة

يُورى بغير الحزم نبراسها

من يمنع الأعداء عنا متى

جاس خلال الدار جواسها

هذي طرابلس وأبطالها

وبرقة الغرّا وأشواسها

نالت بها الطليان آمالها

وطنٌ في الواحات أجراسها

عارٌ على العرب الكُماة الأُلى

تأبى قبول الضيم إحماسها

أن تغتدي يحكمها أمردٌ

مهفهف القامة ميّاسها

أو طمطميٌّ شاب مستغرباً

في خندريسٍ دينه كاسها

أسافل لا أصل يُدرى لها

وعرض أهل الأصل برجاسها

ماء الحيا قد جفّ منها فما

تُرجى لغير النار أكداسها

ما همها في دار أحكامها

إلا بأن تملأ أكياسها

من عظم ما جارت بأنحائنا

أنحى على الأمة إفلاسها

إن رجال العدل إن أوطنوا

مناز لا تخضرّ أيباسها

وهؤلاء استنزفوا مالنا

وضاعت الدور وأحلاسها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

100

قصيدة

5

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة