ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِتَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْفويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُمن صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِيَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْفَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِوضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
خُذِ الحَيَاةَ كما جاءتْكَ مبتسماًفي كفِّها الغارُ أَو في كفِّها العَدَمُوارقصْ على الوردِ والأَشواكِ متَّئِداًغنَّتْ لكَ الطَّيرُ أَو غنَّتْ لكَ الرُّجُمُ
النُّور في قلبي وبينَ جوانحيفَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِإنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهيأنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ
إِنّي وَجَدتُ سِهامَ المَوتِ مُعرِضَةًبِكُلِّ حَتفٍ مِنَ الآجالِ مَكتوبِ
وَمَوعِدُ كُلِّ ذي عَمَلٍ وَسَعيٍبِما أَسدى غَداً دارُ الثَوابِتَقَلَّدتُ العِظامَ مِنَ الخَطاياكَأَنّي قَد أَمِنتُ مِنَ العِقابِ
إِذا أَنتَ لَم تُؤثِر رِضى اللَهِ وَحدَهُعَلى كُلِّ ما تَهوى فَلَستَ بِصابِرِإِذا أَنتَ لَم تَطهُر مِنَ الجَهلِ وَالخَنافَلَستَ عَلى عَومِ الفُراتِ بِطاهِرِ
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُفَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُوَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَهاأَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَهافَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُكَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَوىباتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا
لَقَد زادَني تيهاً عَلى الناسِ أَنَّنيأَرانِيَ أَغناهُم وَإِن كُنتُ ذا فَقرِفَوَاللَهِ لا يُبدي لِساني لَجاجَةًإِلى أَحَدٍ حَتّى أُغَيَّبَ في القَبرِ
إِذا امتَحَنَ الدُنيا لَبيبٌ تَكَشَّفَتلَهُ عَن عَدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَليبِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِفَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُبِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبيبِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِوَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُهتَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّىرَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِأَبَعدَ الحارِثِ المَلِكِ اِبنِ عَمروٍوَبَعدَ الخَيرِ حُجرٍ ذي القِبابِ
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُعَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَليفَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِوَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
ظَمِئتُ فَلَم أَظمَأ إِلى بَردِ مَشرَبٍوَلَكِن إِلى وَجهِ الحَبيبِ ظَميتُوَقَد وَعَدَتنا نائِلاً ثُمَّ أَخلَفَتوَقالَت لَنا يَومَ الفِراقِ نَسيتُ
إِنّي نَظَرتُ إِلى الشُعوبِ فَلَم أَجِدكَالجَهلِ داءً لِلشُعوبِ مُبيداالجَهلُ لا يَلِدُ الحَياةَ مَواتُهُإِلّا كَما تَلِدُ الرِمامُ الدودا
وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌإِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُوَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌإِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ
إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوىوَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُتَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحيإِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ
وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُموَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُفَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُنفَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ