موسى النقدي (1934–1964)
شاعر عراقي، ترك أثرًا مميزًا في المشهد الشعري الحديث، رغم قصر حياته ومسيرته الإبداعية المكثفة. نُشرت له أعمال في مجلات أدبية مرموقة، من أبرزها مجلة "الآداب" البيروتية عام 1956. يتسم شعره بالعمق الفكري والتوظيف المبتكر للرموز التراثية، كما يظهر في قصيدته "الفارس الأسود"، التي تُعد نموذجًا بارزًا في الشعر العربي الحديث، حيث يوظف التراث لاستكشاف قضايا الحاضر، مقدمًا رؤية نقدية للمجتمع ومعاناة الفرد في بحثه عن هويته وحريته. كثيرًا ما تناولت قصائده قضايا اجتماعية وسياسية، عبّر عنها من خلال تجارب فردية ذات بعد إنساني شامل.
النشأة والتعليم
ولد موسى بن الشيخ جعفر بن محمد بن عبد الله النقدي في مدينة الكاظمية ببغداد عام 1353 هـ (1934 م)، في بيئة دينية وأدبية غنية. والده هو الشيخ جعفر النقدي (1886–1950)، العالم والأديب المعروف، الذي كان له أثر بالغ في تكوينه العلمي والأدبي. تلقى موسى تعليمه الأولي في علوم الدين واللغة والأدب على يد والده، وأكمل دراسته المتوسطة في الكاظمية، إلا أنه لم يُكمل مسيرته الأكاديمية، مفضلًا التفرغ للشعر والانفتاح على ثقافة موسوعية.
المسيرة الشعرية والمعاناة النفسية
عرف النقدي بحساسيته المفرطة وشخصيته المرهفة. ومع انخراطه في تيار الحداثة الشعرية، واجه صعوبات في التأقلم مع متطلباتها من صلابة وجرأة. وقد أشار الشاعر بدر شاكر السياب إلى موهبته، متوقعًا له مكانة مرموقة بين شعراء العراق، مع حاجته إلى بعض التوجيه. تعرض لأزمة نفسية حادة، أدت إلى إصابته بمرض نفسي تطلّب علاجًا طويلًا، مما أثّر في مسيرته الفنية.
أعماله الشعرية
أصدر موسى النقدي عددًا من الدواوين التي تعكس تجربته الفنية العميقة، منها:
أجنحة النور (مطبعة المعارف، 1952)
أغاني الغابة (مطبعة المعارف، 1952)
محمود والقمر (منشورات مطبعة الجامعة، 1958)
نبضات الأفق (مطبعة ليوا، 1983)
صورة هذا الزمان (دار الشؤون الثقافية العامة، 2001)
كما نُشرت له نصوص في مجلات أدبية مرموقة، أبرزها مجلة "الآداب" البيروتية عام 1956.
مكانته الأدبية
يُعد موسى النقدي من الأصوات المؤثرة في حركة الشعر العراقي الحديث، إذ جمع في تجربته بين الأصالة المستمدة من التراث وروح الحداثة الشعرية، معبرًا عن رؤى إنسانية عميقة في ظل ظروف شخصية صعبة وحياة قصيرة.