تموز اقبل يحمل الاوراد
ليحط في بغداد في بغداد
كالطائر الفجري ، والاعياد
مشعولة في ليلة الميلاد
من غير شمعات ولا ابعاد
في قلبه تنورد الانشاد
بغداد تنزع ثوبها الاسود
وتموج في بحر من البسمات مثل سفينة في البحر
وتطل في صحرائها السنة الجديده
كالبدر
فتظل في الصحراء
كالواحة الفيحاء
شباك عطر في هواء الصيف قبل الفجر
***
بغداد عالمنا التسع اللون كالجنه
فتنه
لا نشعلن شمعه
في ليلة الميلاد
في ليلة الميلاد ما معنى اشتعال شمعه
والكوخ يغمره ضياء الكهرباء
قد جاء من اطلالة العام الوليد
هذا الضياء
قد جاء
من خلف اعوام مكدسة على اجفاننا
اني هنا
اجد السماء نظيفة السنا
بالأمس كانت فوقنا
سقفا عريضا ، منتنا
واليوم ، قلبنا لنا
ليس المساء هنا مساء
ما دامت الفرحه
تركض في البسمة والكلمة والضحكه
اوجهنا تلمع كالمصابيح
هذا الظلام العطر الصبيح
اجمل ما رأيت في عمري من الاوقات
هيهات ان يراه من فات
مخلفا وراءه الغبار والآهات
كالفارس الضارب في القفر
هيهات
يا فارسا من الدخان
لهنا بالنصر
يا مضرم السواد في الخضره
يا مشعل البترول في الزهره
ليس على شجيرة البلاد زهره
ليس عليها من دم قطره
كما عشقت انت آلاف النساء يا امير
انا عشقت واحده
فقيرة ، بنت فقير
واطبقت عيونها ونامت
عند مساء فيه روح الاغنيات فاضت
عند مساء
فيه سمات الامسيات القادمه
هيا ، اهنئي يا نائمة
النوم حتى امس غالي الثمن
واليوم عمر الزمن
اصبح جدا طويل
وتفتحت ازهاره ملء الدنى
ثقلا على الاغضان يزحمه الجنى
مخضلة الاوراق في عصيانها
تسع من العرق القديم والغنى
وشجيرة الميلاد غض عودها
من بعد ما ذبح السلام وكفنا
ودم المحبة سال ابيض خابطا
في حمرة الجرح الذي في قلبنا
ماجت على احداقنا
متلالات بالنئ
خضر الحدائق وانتهى عمر العنا
***
اذا افقنا في الصباح الجميل
سنلمح النخيل .. والعصافير
وسائط الندى على الازاهير
والحلم المنسي في الاساطير
كاللؤلؤ المغير في المقاصير
تلمحها جميعها تشع في بغداد
في ليلة الميلاد
والعالم السعيد
والامل الابعد .
بغداد تنزع ثوبها الاسود في ميلاد
تموز ذي الاوراد .
موسى النقدي (1934–1964)
شاعر عراقي، ترك أثرًا مميزًا في المشهد الشعري الحديث، رغم قصر حياته ومسيرته الإبداعية المكثفة. نُشرت له أعمال في مجلات أدبية مرموقة، من أبرزها مجلة "الآداب" البيروتية عام ...