ليس كغيره من الطيور
لانه منقاره ذهب
وفي ثنايا ريشه رائحة الزهور
وهو مع الليل اذا انتحب
فانه يبشر المستوحش الوحيد
بقريبه مقدم الذي اغترب
وطالما يبدو لمن يلمحه شريد
يرده تحت النجوم مارد يليد
لكنه موله يبكي من الطرب .
ذاك حوار الام والابناء كل عام
يعيده الصيف على السطح اذا ما اقمر الظلام
حين ترى الاسماع طير الليل في الهواء .
وهذه النجوم في المساء
آثار أقدام الضياء
تمتد فوق صفحة السماء
فأي عملاق بساتين من الضياء
بعروق عند ساعة المساء
مخلفا آثاره في صفحة السماء ؟
تستل من ثؤاد طير الليل ابرة من الغناء ؟
يا طائري الليلي أي زائر
يزور نصف الليل او يساهر .
عندي انا حبيب
مني انا قريب
لكنه مسافر
عبر موانيء من القلوب .
في كل يوم طرفه يجوب
مجاهل الافاق والبحار والدروب
وليس يدري بالذي بقربه يذوب .
يا طائري الليلي
يا جالب البشرى
من سوف يأتي ؟ صنمي بعيد
وربي الواحد لي اقرب من ظلي
وانسى بينهما سعيد
(العمود الثاني) *
هل صنمي يصبح ربي تارة اخرى ؟
لا ، انا لا أريد
ان اخدم الملوك تحت سلطة العبيد .
دمه بعيدا ، انا لا اريد
ان ارجع المأسور والمقتول والجروح في معركة تصلي
وليس لي من ذهب فيها ، ولا حديد .
تلك هي المهزلة الكبرى
لكي يحوز الصنم النصرا
افنى انا ، يموت ابنائي ، ويستشهد آبائي من جديد .
من كثرة الجراح
هجرت موطني
فحبات الرياح
تجذب معطفي
ويلمي من الضياء
ضاع يبطن قناع .
من رحلة كمثلها مثلي ما رحل
وطأت من خلالها جمجمة الجبل
حيث تذوب كثلوج القمم القيود
وينكسر العسل
وتسقط الورود
عن نمر يدعونه : الامل
هناك حيث الفكرة الوحيده
للاذرع العديده
كالقمر الواحد للمعابر المديده ...
من رحلة النعاس
الى الغد الذي كانه على سهد الدجى وليد
وفي يمينه الظلام كأس
هيهات ان اسود .
يا طائري الليلي ما تريد لا يكون
لأن راح الفجر مد الضوء في العيون
وان بانتظاري الشارع والسوق وفوضى الوعد والوعيد
موسى النقدي (1934–1964)
شاعر عراقي، ترك أثرًا مميزًا في المشهد الشعري الحديث، رغم قصر حياته ومسيرته الإبداعية المكثفة. نُشرت له أعمال في مجلات أدبية مرموقة، من أبرزها مجلة "الآداب" البيروتية عام ...