حكايتي يا أيها الاصدقاء
تبدأ من نافذة ، مغسولة بالضياء
من خيبة الابطال في افريقيا الداميه
ومن أغاني الطفل والمنجم
من صرخة مشبعة بالدم
في فم انسان أحب ارضه الغاليه
من دمعة الطفل على قبر ابيه القتيل
في وحشة الفقير .
ومن دماء مرأة منفوشة الشعر
في صحن دار تسيل
من أزة الرصاصة الثابته
كالوردة السابته
في صدر شيخ هزيل
حكايتي تبدأ من ( وهران ) يا اصدقاء
من قلعة كالسماء
تحلم بالنصر وبالاغنيات
والوحش من ( باريس) بالقذائف المحرقات
يرجم باب القلعة الصامده
ويمطر السماء في قاع فؤادي دما
ويذبح الانجما
واحدة واحده
لكن دم الابرياء
( اقوى من المستحيل )
والجرح كالكوكب
يضيء المغرب
ليل صراع طويل ..
***
غنوا رفاقي بانتظار عصرنا الطالع
بطولة الانسان في موكبه الرائع
وانت يا ناسج خيط العدم
من كل جرح يسيل
تآكلت عيناك نار
يا ابا الوحش ، ومن كل دار
يطل صوت عربي فيه من كل فم
حقد وثأر ودم
يصيح في وجهك :
دون الارض اعناقنا
( اوراس ) يا قبرنا
وارض ميلادنا
النصر طير ذهبي يحوم
عبر خيوط النور ، يا اصدقاء
يا اخوتي في الماء
عيوننا كالنجوم
تسهر طول الليل حتى ينتهي الليل
وانت يا وحش لك الويل
من هذه الاجساد من كل دار
ايد خفيات هنا تحفر اكليل نار
لعشك العاري قبيل الرحيل ..
لا الموت : لا ابوابه المغلقه
لا النفي ، لا التجويع ، لا المشنقه
تصد بحراً من دم في وجهك الميت ثار
يا انت بعد الجراح
نشهد ميلاد جيل
ابوابه مفتوحة كالصباح
***
حكايتي ، يا ايها الاصدقاء
حب لقومي واغان صغار
مخضوبة بالدماء
ولعنة ترجم في الليل عدو النهار
قلوبهم المجرمون
ان لمن يذبحون
في كل ارض اخوة يجملون
في موتهم ، وفي حياة حلوة يحملون
موسى النقدي (1934–1964)
شاعر عراقي، ترك أثرًا مميزًا في المشهد الشعري الحديث، رغم قصر حياته ومسيرته الإبداعية المكثفة. نُشرت له أعمال في مجلات أدبية مرموقة، من أبرزها مجلة "الآداب" البيروتية عام ...