١
حلوة الهمس التي منذ الصغر
علمتني لعبة النار، وواراها السفر
همست لي مرة: أنت حزين؟
قلت: كلا، وضحكنا بعض حين
وافترقنا حيث ظل الليل في الدرب انتشر.
انني اجمل ما زلت لماذا تبتسم
ثم تمضي دون ان تجنح ما يخطف قلبي من الم
كأن حبي امتنعا
ان ارى في وجهها من اجل حبي ادمعا
ثم ماذا؟ سافرت، ودعها الاهل وعادوا اجمعا
وانا احسستها وحشية عند الرحيل.
عدت بي كره الى الميناء والشط المغطى بالنخيل.
لم تنم عيناي، طول الليل مبحوح الحنين
لم تنم، والأشياع
غابم في الأبعاد حينا بعد حين
لم تنم، كأن الوداع
يملأ الحلق مراره
كنت منزوف العباره
اخفت الامواج أوتاد السفينه
هي ذي النفس الحزينه
تدفع الاقدام دفعا في الطريق
هو ذا الطفل الذي يفصله عن امه نهر عميق.
٢
وقع اقدام الصباح
وانا في الشارع النائي اسير
مثل صوت مستجير
ضاع في عرس الرياح
ذلك البيت ازدهر بين الشبابيك المطله
اترى ادخل بينا دون ان اعرف اهله؟
انني اعرف في البيت هنا سيدة اجمل من اي فتاة
جئتها من غير وعد، اترى كف الحياة
تمنح الصخرة ظله؟
انني سمرت ظلي
يا ابنة النور اطلّي
اتكونين عن البيت بعيده؟
مع ضوء الشمس غنى طائر القلب نشيده
قبل لحظات تعالي جرس الباب مرتا
ملء ابوابي اشواق احالت ضربات القلب لحنا
دون جدوى، انا ماض، سأعود.
في صباح الغد من غير وعود.
واتيت الغد من غير وعود
ثم غازلت السراب
دون ان احظى برد او جواب.
٣
شارع الضوء هنا يحمل ذكرى
نبتت في خاطري
زهرة فجرية الألوان، سكرى
زفرقت في ناظري.
جارتي الحسناء تلك العابره
كم تحدثت طويلا معها عند الأماسي الغابره؟
لم تكن تنبس حرفا من هوانا
فأنا بعد صبي، انها تكبرني، ماذا اقول؟
هل لنا غير حديث الاهل والبيت اذا درنا لسانا؟
حائط متفطر القلب يحول.
كان يرسو شارع الضوء هنا
وانا كالطفل امدو بين اظلال المساء
لم يكن يبهرني عطر النساء
وتصاوير نجوم السينما
والمقاهي، وهي تحوي بينها ما فتنا
مرسلات نغما اثر نغم
كنت احيي حلما
وانا في يقظتي امشي، فما معنى الحلم؟
٤
انا اهوى امرأة تنبض سحرا
وانا بعد صغير
وان رأسي غارق فيها كطير تاه في يوم مطير
ها هي الافكار تترى
زوجها يكبرها جسما وعمرا
لم تلد طفلا له، يا خيبة العرس المرير
هو كهل وهي كالغصن النضير.
استعيد الان ما فات ومرا
صورة، وجها، كلاما، وحنينا
هي ام لا؟ لم يكن هجسي يقينا.