مع الصمت ، في غرفة بارده
اعيش وعيناك عبر الظلال
وملء " الخيال "
تضيئان ، والاوجه الخامده
تمر على باقي المعتم
وتجمد كالموت في " السلام "
ولي نخلة الدار والبلبل
عليها يبشرني بالصباح
لي السعفات التي تعول
اذا ناوحتها الرياح
ولي نزهة غاليه
مع القار والانجم . !
***
تغذيت بالامس من غير قوت
اغاني الهوى الباليه
وهأنذا في انطباق الظلام
اغنيك اشواقية
وعينيك والحيز
والعنكبوت
من البرد في عتمة الزاويه
تلملم ارجلها وتموت
كأغنية باكيه ...
***
مع الصمت والظلمة البارده
وعيناك ، والنظرة الهامده
وافراحها السود
والذكريات .
تجتاح بي فوق ، فوق الجدار
الى حيث يسم وجه النهار
ضرباً كوجهك حيث الصفار
يهيمون عبر القفار
مغنين جوع السنين
وانت بلا غمضة تحلمين
بلا اغنيات
تموج بها روحك الحاقده
بلا ذكريات
***
هناك بيت صغير مضاء
يشع وراء المدينه
يحشد من الاصدقاء
وحيث ليالي الشتاء الحزينه
تلم الأحاديث والسامرين
على موقد الشاي ، حيث السمر
يلذ ويضفي الحنين
الى مهرجان الغد المنتظر
وإذاك يا وردتي تذكرين
صديقاً حزين
ولكنه غائب ...
عن الحشد ، في غرفة بارده
يعانقه القمل الذائب
وتوتسه القارة الشارده
***
وهأنا في غرفتي الخاويه
وعيناك تستطعان
من الغيب ايامي الزاهيه . !
اجل زاهيه
هنا الماء كالطين في الآنيه
ولي ساعدان
يزبلان اوساخه الناميه
وأرضي ملطخة بالدهان
تحط اللزوجة حول المكان
ولي كل ما نقش العابرون
على بابي الموصد
وما ينقش الآخرون
على الحائط الرطب الأسود
ولي ساعة المعبد
ودقاتها كل صبح جديد
وعبءه الحديد
ينوء به المعصمان
ليّ الليل ملء المكان
وانشودة الشمس عبر الزمان
***
وسيجارتي والدخان
وعيناك ...
تمضي الزمان
وتبقى موشوشة ، راويه
حكايا عن الأنجم الساريه
فأضحك حتى كأن العقوته
شذا منك يغمر روحي الحزينه
حياة وحباً لتلك الحياه
فأهتف :
يا فرحتي الآتيه
اذا موجت أرضنا الاغنيات
واضحك حتى كأن المدينه
تصفق ابوابها الداميه
لأجل ربيع
كأغنية غُمست بالدم .
تشيع
حكايا عن الانجم .
وانت هناك مثل سجينه
بيت صغير وراء المدينه
***
وسيجارتي والظلال
وعيناك عبر الخيال
رؤى عالم ابدي مهيب رؤى كالغد
تدغدغ حلماً بلون الضياء
وتمحو خطوط الشتاء
اذا خطها اصبع من لهيب
على وجه عالمنا المجهد ...
موسى النقدي (1934–1964)
شاعر عراقي، ترك أثرًا مميزًا في المشهد الشعري الحديث، رغم قصر حياته ومسيرته الإبداعية المكثفة. نُشرت له أعمال في مجلات أدبية مرموقة، من أبرزها مجلة "الآداب" البيروتية عام ...