لَقَد زادَني تيهاً عَلى الناسِ أَنَّنيأَرانِيَ أَغناهُم وَإِن كُنتُ ذا فَقرِفَوَاللَهِ لا يُبدي لِساني لَجاجَةًإِلى أَحَدٍ حَتّى أُغَيَّبَ في القَبرِ
إِذا امتَحَنَ الدُنيا لَبيبٌ تَكَشَّفَتلَهُ عَن عَدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَليبِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِفَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُبِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبيبِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِوَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُهتَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّىرَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِأَبَعدَ الحارِثِ المَلِكِ اِبنِ عَمروٍوَبَعدَ الخَيرِ حُجرٍ ذي القِبابِ
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُعَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَليفَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِوَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
ظَمِئتُ فَلَم أَظمَأ إِلى بَردِ مَشرَبٍوَلَكِن إِلى وَجهِ الحَبيبِ ظَميتُوَقَد وَعَدَتنا نائِلاً ثُمَّ أَخلَفَتوَقالَت لَنا يَومَ الفِراقِ نَسيتُ
إِنّي نَظَرتُ إِلى الشُعوبِ فَلَم أَجِدكَالجَهلِ داءً لِلشُعوبِ مُبيداالجَهلُ لا يَلِدُ الحَياةَ مَواتُهُإِلّا كَما تَلِدُ الرِمامُ الدودا
وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌإِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُوَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌإِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ
إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوىوَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُتَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحيإِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ
وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُموَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُفَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُنفَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ
اِستَودِعُ اللَهُ قَوماً ما أُفارِقُهُمإِلّا وَتُدنيهِمُ الأَفكارُ وَالحُلُمُوَمَن لِكَثرَةِ تَمثيلي لِشَخصِهِمُأَظُنُّ في كُلِّ يَومٍ أَنَّهُم قَدِموا
لا يَحسُنُ الحِلمُ إِلّا في مَواطِنِهِوَلا يَليقُ الوَفا إِلّا لِمَن شَكَراوَلا يَنالُ العُلى إِلّا فَتىً شَرُفَتخِلالُهُ فَأَطاعَ الدَهرَ ما أَمَرا
يا مَن يُقَبِّلُ لِلوَداعِ أَنامِليإِنّي إِلى تَقبيلِ ثَغرِكَ أَشوَقُوَلَقَد رَضيتُ عَنِ الصَباحِ وَإِن غَدالِلعاشِقينَ غُرابَ بَينٍ يَنعَقُ
وَإِنّي لَيُدمي قائِمُ السَيفِ راحَتيإِذا دَمِيَت مِنهُم خُدودُ الكَواعِبِوَما كُلُّ مَن هَزَّ الحُسامَ بِضارِبٍوَلا كُلُّ مَن أَرى اليَراعَ بِكاتِبِ
فَإِذا العَذولُ رَأى جَمالَك قالَ ليعَجَباً لِقَلبِكَ كَيفَ لا يَتمَزَّقُأَغَنَيتَني بِالفِكرِ فيكَ عَنِ الكَرىيا آسِري فَأَنا الغَنِيُّ المُملِقُ
فَإِن مُتُّ فَاِنعيني بِما أَنا أَهلُهُوَشُقّي عَلَيَّ الجَيبَ يا اِبنَةَ مَعبَدِوَلا تَجعَليني كَاِمرِئٍ لَيسَ هَمُّهُكَهَمّي وَلا يُغني غَنائي وَمَشهَدي
وَالصِدقُ يَألَفُهُ الكَريمُ المُرتَجىوَالكِذبُ يَألَفَهُ الدَنيءُ الأَخيَبُوَلَقَد بَدا لِيَ أَنَّهُ سَيَغولُنيما غالَ عاداً وَالقُرونَ فَأَشعَبوا
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاًوَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِوَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَهُبَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ
وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئاًكَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِأَقَمتُ بِأَرضِ مِصرَ فَلا وَرائيتَخُبُّ بِيَ المَطِيُّ وَلا أَمامي