حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبهعن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِفإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقاًفي الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ
عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَلإِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُفَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُهاوَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ
وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِتَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُفَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباًوَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ
فَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا أَنتَ لَم تَزُرحَبيباً وَلَم يَطرَب إِلَيكَ حَبيبُ
إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ إِتْمَامَ حَاجَةٍأَتَتْكَ عَلَى وَشْكٍ وَأَنْتَ مُقِيمُ
وَأَنَّ الهَوى في لَحظِ عَينِكَ كامِنٌكُمونَ المَنايا في الحُسامِ المُهَنَّدِأَظَلُّ وَيَومي فيكَ هَجرٌ وَوَحشَةٌوَيَومي بِحَمدِ اللَهِ أَحسَنُ مِن غَدي
وَاللَهِ ما فارَقوني بِاِختِيارِهِمِوَإِنَّما الدَهرُ بِالمَكروهِ يَرمينيوَما تَبَدَّلتُ حُبّاًّ غَيرَ حُبِّهِمِإِذاًّ تَبَدَّلتُ دينَ الكُفرِ مِن ديني
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُهاما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِلم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌفكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ
وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌفظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِغاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْمسافةُ الخُلْفِ بين القولِ والعَمَلِ
وقلت مُسلِّماً للشيب أهلاًبهادي المخطئين إلى الصوابِألستَ مُبشِّري في كلّ يومٍبوشكِ ترحُّلي إثرَ الشبابِ
ستألفُ فقدان الذي قد فقدتهكإلْفكَ وجْدان الذي أنت واجدُعلى أنه لا بدّ من لذْع لوعةٍتهبُّ أحايينا كما هبَّ راقدُ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِتَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْفويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُمن صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِيَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْفَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِوضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
خُذِ الحَيَاةَ كما جاءتْكَ مبتسماًفي كفِّها الغارُ أَو في كفِّها العَدَمُوارقصْ على الوردِ والأَشواكِ متَّئِداًغنَّتْ لكَ الطَّيرُ أَو غنَّتْ لكَ الرُّجُمُ
النُّور في قلبي وبينَ جوانحيفَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِإنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهيأنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ
إِنّي وَجَدتُ سِهامَ المَوتِ مُعرِضَةًبِكُلِّ حَتفٍ مِنَ الآجالِ مَكتوبِ
وَمَوعِدُ كُلِّ ذي عَمَلٍ وَسَعيٍبِما أَسدى غَداً دارُ الثَوابِتَقَلَّدتُ العِظامَ مِنَ الخَطاياكَأَنّي قَد أَمِنتُ مِنَ العِقابِ
إِذا أَنتَ لَم تُؤثِر رِضى اللَهِ وَحدَهُعَلى كُلِّ ما تَهوى فَلَستَ بِصابِرِإِذا أَنتَ لَم تَطهُر مِنَ الجَهلِ وَالخَنافَلَستَ عَلى عَومِ الفُراتِ بِطاهِرِ
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُفَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُوَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَهاأَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَهافَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُكَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَوىباتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا