وَكاتِمُ الحُبِّ يَومَ البَينِ مُنهَتِكٌوَصاحِبُ الدَمعِ لا تَخفى سَرائِرُهُلَولا ظِباءُ عَدِيٍّ ما شُغِفتُ بِهِموَلا بِرَبرَبِهِم لَولا جَآذِرُهُ
أَغارُ لِخَدَّيهِ عَلى الوَردِ كُلَّمابَدا وَلِعَطفَيهِ عَلى أَغصُنِ البانِوَهَبنِيَ أَجي وَردَ خَدٍّ بِناظِريفَمِن أَينَ لي مِنهُ بِتُفّاحِ لُبنانِ
أُراعي نُجومَ اللَيلِ حُبّاً لِبَدرِهِوَلَستُ كَما ظَنَّ الخَلِيُّ مُنَجِّماوَما راعَني إِلّا تَبَسُّمُ شَيبَةٍنَكَرتُ لَها وَجهَ الفَتاةِ تَجَهُّما
بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌوَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّإِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوىوَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ
أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتىوَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُلَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصىوَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِيَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُوَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقىوَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ
يَموتُ رَديءُ الشِعرِ مِن قَبلِ أَهلِهِوَجَيِّدُهُ يَبقى وَإِن ماتَ قائِلُه
وَفيهِ عُيوبٌ لَيسَ يُحصى عِدادُهافَأَصغَرُها عَيباً يَجِلُّ عَنِ الكُفرِوَلَو أَنَّني أَبدَيتُ لِلناسِ بَعضَهالَأَصبَحَ مِن بَصقِ الأَحِبَّةِ في بَحرِ
وَما الحُسنُ في وَجهِ الفَتى شَرَفاً لَهُإِذا لَم يَكُن في فِعلِهِ وَالخَلائِقِوَما بَلَدُ الإِنسانِ غَيرُ المُوافِقِوَلا أَهلُهُ الأَدنَونَ غَيرُ الأَصادِقِ
خَدَمتُ أُناساً وَاِتَّخَذتُ أَقارِبلِعَوني وَلَكِن أَصبَحوا كَالعَقارِبِيُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍوَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ
فَيا نَفسُ صَبراً لَستِ وَاللَهِ فَاِعلَميبِأَوَّلِ نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبُها
وَالشَيبُ يَنهَضُ في السَوادِ كَأَنَّهُلَيلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُإِنَّ الشَبابَ لَرابِحٌ مَن باعَهُوَالشَيبُ لَيسَ لِبائِعيهِ تِجارُ
فَقُلتُ لَها إِنَّ البُكاءَ لَراحَةٌبِهِ يَشتَفي مَن ظَنَّ أَن لا تَلاقِياقِفي وَدِّعينا يا هُنَيدُ فَإِنَّنيأَرى الحَيَّ قَد شاموا العَقيقَ اليَمانِيا
هَجَروا الكَلامَ إِلى الدُموعِ لِأَنَّهُمُوَجَدوا البَلاغَةَ كُلَّها في الأَدمُعِكَيفَ اِلتَفَتُّ وَسِرتُ لا أَلقى سِوىمُتَوَجِّعٍ يَشكو إِلى مُتَوَجِّعِ
سُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُإِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
وَلَيسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذيإِذا غبتُ عَنهُ باعَني بِخَليلِوَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُوَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ
كِلانا عَلى ما كانَ مِن ذاكَ مُكرَهٌيُحاوِلُ أَمراً لَم يَجِد مِنهُ مَخرَجاكِلانا مَشوقٌ أَنضَجَ الشَوقُ قَلبَهُيُعالِجُ جَمراً في الحَشا مُتَأَجِّجا
وَاِستَرِح بِالحَبيبِ فيما تُلاقيكُلُّ شَيءٍ سِوى الحَبيبِ عَناءُوَيَقولُ الطَبيبُ في رَحمَةِ اللَهِ غَناءٌ وَلَيسَ عِندي غَناءُ
لَقَد بانَ لي أَشياءُ مِنكَ تُريبُنيوَهَيهاتَ يَخفى مَن يَكونُ مُريباتَعالَ فَحَدِّثني حَديثَكَ آمِناًوَجَدتَ مَكاناً خالِياً وَحَبيبا
طَهارَةُ مِثلي في التَباعُدِ عَنكُمُوَقُربُكُمُ يَجني هُمومي وَأَدناسيوَأَلقى إِلَيَّ اللُبَّ عَهداً حَفِظتُهُوَخالَفتُهُ غَيرَ المَلولِ وَلا الناسي