خَدَمتُ أُناساً وَاِتَّخَذتُ أَقارِبلِعَوني وَلَكِن أَصبَحوا كَالعَقارِبِيُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍوَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ
فَيا نَفسُ صَبراً لَستِ وَاللَهِ فَاِعلَميبِأَوَّلِ نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبُها
وَالشَيبُ يَنهَضُ في السَوادِ كَأَنَّهُلَيلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُإِنَّ الشَبابَ لَرابِحٌ مَن باعَهُوَالشَيبُ لَيسَ لِبائِعيهِ تِجارُ
فَقُلتُ لَها إِنَّ البُكاءَ لَراحَةٌبِهِ يَشتَفي مَن ظَنَّ أَن لا تَلاقِياقِفي وَدِّعينا يا هُنَيدُ فَإِنَّنيأَرى الحَيَّ قَد شاموا العَقيقَ اليَمانِيا
هَجَروا الكَلامَ إِلى الدُموعِ لِأَنَّهُمُوَجَدوا البَلاغَةَ كُلَّها في الأَدمُعِكَيفَ اِلتَفَتُّ وَسِرتُ لا أَلقى سِوىمُتَوَجِّعٍ يَشكو إِلى مُتَوَجِّعِ
سُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُإِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
وَلَيسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذيإِذا غبتُ عَنهُ باعَني بِخَليلِوَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُوَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ
كِلانا عَلى ما كانَ مِن ذاكَ مُكرَهٌيُحاوِلُ أَمراً لَم يَجِد مِنهُ مَخرَجاكِلانا مَشوقٌ أَنضَجَ الشَوقُ قَلبَهُيُعالِجُ جَمراً في الحَشا مُتَأَجِّجا
وَاِستَرِح بِالحَبيبِ فيما تُلاقيكُلُّ شَيءٍ سِوى الحَبيبِ عَناءُوَيَقولُ الطَبيبُ في رَحمَةِ اللَهِ غَناءٌ وَلَيسَ عِندي غَناءُ
لَقَد بانَ لي أَشياءُ مِنكَ تُريبُنيوَهَيهاتَ يَخفى مَن يَكونُ مُريباتَعالَ فَحَدِّثني حَديثَكَ آمِناًوَجَدتَ مَكاناً خالِياً وَحَبيبا
طَهارَةُ مِثلي في التَباعُدِ عَنكُمُوَقُربُكُمُ يَجني هُمومي وَأَدناسيوَأَلقى إِلَيَّ اللُبَّ عَهداً حَفِظتُهُوَخالَفتُهُ غَيرَ المَلولِ وَلا الناسي
شِبتُ طِفلاً وَلَم يَحِن لي مَشيبٌغَيرَ أَنَّ الهَوى رَأى أَن أَشيباأَسعِديني عَلى الزَمانِ عَريبٌإِنَّما يُسعِدُ الغَريبُ الغَريبا
إِنّا لَقَومٌ أَبَت أَخلاقُنا شَرَفاًأَن نَبتَدي بِالأَذى مَن لَيسَ يُؤذينابيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُناخُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا
وَأَحَبُّ آفاقِ البِلادِ إِلى الفَتىأَرضٌ يَنالُ بِها كَريمَ المَطلَبِوَلَدى بَني يَزدادَ حَيثُ لَقيتُهُمكَرَمٌ كَغادِيَةِ السَحابِ الصَيِّبِ
وَهُمْ مِن لُؤمِهم في قَعرِ وهدٍوَإِن رفعوا بدورِهم القِباباوَمَن يَكُ عارِياً مِن كُلِّ خَيرٍفَما يُغنيهِ أَن لَبِسَ الثيابا
النَفسُ أَدنى عَدوٍّ أَنتَ حاذِرُهُوَالقَلبُ أَعظَمُ ما يُبلى بِهِ الرَجُلُوَالحُبُّ ما خَلَصَت مِنهِ لَذاذَتُهُلا ما تُكَدِّرُهُ الأَوجاعُ وَالعِلَلُ
أَصونُ تُرابَ الأَرضِ كانوا حُلولُهاوَأَحذَرُ مِن مَرّي عَلَيها وَأُشفِقُوَلَم يَبقَ عِندي لِلهَوى غَيرَ أَنَّنيإِذا الرَكبُ مَرّوا بي عَلى الدارِ أَشهَقُ
تَلَذُّ عَيني وَقَلبي مِنكَ في أَلَمٍفَالقَلبُ في مَأتَمٍ وَالعَينُ في عُرُسِكِمُّ الفُؤادِ حَبيساً غَيرُ مُنطَلِقٍوَدَمعُ عَيني طَليقاً غَيرُ مُنحَبِسِ
أَنتِ النَعيمُ لِقَلبي وَالعَذابُ لَهُفَما أَمَرُّكِ في قَلبي وَأَحلاكِعِندي رَسائِلُ شَوقٍ لَستُ أَذكُرُهالَولا الرَقيبُ لَقَد بَلَّغتُها فاكِ
فَاِهرُب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوِحدَتِهاتَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا