وَلَمّا لَم يُلاقوا فيَّ عَيباًكَسوني مِن عُيوبِهِمُ وَعابوا
خُلِقتَ لِإِحدى الغايَتَينِ فَلا تَنَموَكُن بَينَ خَوفٍ مِنهُما وَرَجاءِوَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَرواوَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ
فَما الحُبُّ إِن ضاعَفتُهُ لَكَ باطِلٌوَلا الدَمعُ إِن أَفنَيتُهُ فيكَ ضائِعُوَغَيرُكَ إِن وافى فَما أَنا ناظِرٌإِلَيهِ وَإِن نادى فَما أَنَ سامِعُ
وَفي النَفسِ حاجاتٌ إِلَيكَ كَثيرَةٌأَرى الشَرحَ فيها وَالحَديثُ يَطولُتَعالَ فَما بَيني وَبَينِكَ ثالِثٌفَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَيَقولُ
أَلا أَيُّها القَلبُ الَّذي قادَهُ الهَوىأَفِق لا أَقَرَّ اللَهُ عَينَكَ مِن قَلبِ
وَيَجهَدُ الناسُ في الدُنيا مُنافَسَةًوَلَيسَ لِلناسِ شَيءٌ غَيرَ ما رُزِقوايا مَن بَنى القَصرَ في الدُنيا وَشَيَّدَهُأَسَّستَ قَصرَكَ حَيثُ السَيلُ وَالغَرَقُ
مَن جا إِلَيكَ فَرُح إِلَيــهِ وَمَن جَفاكَ فَصُدَّ عَنهُمَن ظَنَّ أَنَّكَ دونَهُفَاِترُك هَواهُ إِذَن وَهِنهُ
وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَو اَنَّهُخَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِيَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذىحُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ
كَأَنَّ سُهادَ اللَيلِ يَعشَقُ مُقلَتيفَبَينَهُما في كُلِّ هَجرٍ لَنا وَصلُأُحِبُّ الَّتي في البَدرِ مِنها مَشابِهٌوَأَشكو إِلى مَن لا يُصابُ لَهُ شَكلُ
خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍفَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوىعَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِوَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
وَأَمنَحُها أَقصى هَوَايَ وَإِنَّنيعَلى ثِقَةٍ مِن أَنَّ حَظّي صُدودُهاأَلا لَيتَ شِعري بَعدَنا هَل تَغَيَّرَتعَنِ العَهدِ أَم أَمسَت كَعَهدي عُهودُها
يا رَبُّ لا تَسلُبَنّي حُبَّها أَبَداًوَيَرحَمُ اللَهُ عَبداً قالَ آمينا
وَبي شَوقٌ إِلَيكَ أَعَلَّ قَلبيوَما لي غَيرَ قُربِكَ مِن طَبيبِأَغارُ عَلَيكَ مِن خَلواتِ غَيريكَما غارَ المُحِبُّ عَلى الحَبيبِ
أَراجِعَةٌ قَلبي عَلَيَّ فَرائِحٌمَعَ الرَكبِ لَم يُكتَب عَلَيكِ قَتيلُفَلا تَحمِلي ذَنبي وَأَنتِ ضَعيفَةٌفَحَملُ دَمي يَومَ الحِسابِ ثَقيلُ
خَدَعوا فُؤادي بِالوِصالِ وَعِندَماشَبّوا الهَوى في أَضلُعي هَجَرونيلَو لَم يُريدوا قَتلَتي لَم يُطعِموافي القُربِ قَلبَ مُتَيَّمٍ مَفتونِلَم يَرحَموني حينَ حانَ فِراقُهُمما ضَرَّهُم لَو أَنَّهُم رَحَموني
تَحَمَّل عَظيمَ الذَنبِ مِمَّن تَحِبُّهُوَإِن كُنتَ مَظلوماً فَقُل أَنا ظالِمُفَإِنَّكَ إِلّا تَغفِرِ الذَنبَ في الهَوىيُفارِقكَ مَن تَهوى وَأَنفُكَ راغِمُ
فَلا تَحسَبي أَنّي عَلى البُعدِ نادِمٌوَلا القَلبُ في نارِ الغَرامِ مُعَذَّبُوَقَد قُلتُ إِنّي قَد سَلَوتُ عَنِ الهَوىوَمَن كانَ مِثلي لا يَقولُ وَيَكذِبُ
وَما اِنسَدَّتِ الدُنيا عَلَيَّ لِضيقِهاوَلَكِنَّ طَرفاً لا أَراكِ بِهِ أَعمىفَوا أَسَفا أَن لا أُكِبَّ مُقَبِّلاًلِرَأسِكِ وَالصَدرِ الَّذي مُلِئا حَزما
يا لَيتَ مَن لامَنا في الحُبِّ مَرَّ بِهِمِمّا نُلاقي وَإِن لَم نُحصِهِ العُشُرُحَتّى يَذوقَ كَما ذُقنا فَيَمنَعَهُمِمّا يَلَذُّ حَديثُ النَفسِ وَالسَهَرُ
ما لِنَفسي وَحدَها ذَنبٌ سِوىمِنكُمُ الحُسنُ وَمِن عَيني النَظَرأَجتَني اللَذّاتِ مَكلومَ الجَوىوَاِلتِذاذي مِن حَبيبي بِالفِكَر